شبكة العدالة للسجناء و مقترح قانون للعفو العام في الاقليم

5
4947

وردت في تقاريرنا السابقة اثناء نقلنا لواقع السجون و الاصلاحيات في العراق و اقليم كوردستان العراق ، ان الاكتظاظ تحتل صدارة المشاكل لأكثر من ( 90 % ) من المواقع السجنية التي تمت مراقبها و زيارتها و اعداد التقارير حولها ، مما يتسبب في جملة من المشاكل الاخرى ، منها عدم توفر المساحة السجنية و انتشار الامراض الجلدية و تؤثر سلبا على النظافة بصورة عامة للزنازين و الحمامات و ايضا تؤثر سلبا على امكانية الادارات السجنية المحدودة لوضع البرامج التأهيلية و الاصلاحية ، و ايضا تأخر في الامور الادارية للنزلاء و المودعين بشكل عام .

و كانت من بين المقترحات التي افصحت عنها قسم التقييم و التحليل لأوضاع حقوق الانسان بالاعتماد على تقارير الزيارات كانت مايلي :-

  • سرعة انجاز القضايا في المحاكم .
  • اللجوء الى الغرامات كلما سمحت القوانين بها .
  • اللجوء الى العقوبات البديلة .
  • التوسع في الافراج الشرطي .
  • تأجيل تنفيذ الاحكام القضائية .

و ما بعد جائحة فايروس كورونا و التهديد الحقيقي للصحة العامة للبشرية ، دوليا و وطنيا ، و بعد ان قامت العديد من الدول بتخفيض اعداد النزلاء و المودعين عن طريق العفو العام و الخاص و الطرق القانونية الاخرى كل حسب قوانين بلدانهم ، تحركت شبكة العدالة للسجناء على هذا الملف لحشد الرأي للضغط على مراكز القرار في كل من الحكومة و القضاء و البرلمان لكي يعطوا اهتماما بهذا الامر و يحذو حذو الدول الاخرى ، و كللت محاولاتنا و محاولات الاخرين بنجاح و ذلك بتشكيل لجنة متعددة الاطراف لإيجاد الحلول و الاليات المناسبة لإطلاق سراح من يمكن اطلاق سراحه من النزلاء و المودعين , الا ان اعمال اللجنة المذكورة لم تكلل بنجاح يذكر , و ضلت محاولاتنا مستمرة مع الجهات المعنية ، الى ان وصلت الى اقتراح قانون للعفو العام مقدم و مؤيد من قبل البرلمانيين انفسهم .

اليوم 8 / 7 / 2020 ، حضر السيد شوان صابر مصطفى في اجتماع خاص في مكتب رئيسة البرلمان الدكتورة ريواز فائق و بدعوة شخصية منها لشبكة العدالة للسجناء ، لمناقشتنا وجهات نظرنا حول ما يدور بخصوص العفو العام , و قد حضر الاجتماع الخاص عددا من البرلمانيين و المستشارين و الخبراء القانونيين من البرلمان للإستماع الى اراء شبكة العدالة للسجناء حول هذا الموضوع و الاتي هي ابرز النقاط التي طرحناها الى البرلمان و التي لاقت حسن استماع و وعد بالعمل سوية في الايام القادمة عليها :-

  • اكدنا على شبكة العدالة للسجناء من حيث المبدأ تظر الى كل من العفو العام و الخاص على انهما تدخل السلطة التشريعية و التنفيذية في امور القضاء و العدالة و تنتهك المادة الدستورية التي تؤكد على مبدأ الفصل بين السلطات .
  • و أكدنا تأييدنا لتنفيذ القوانين النافذة و تطبيق احكامها على الكل بكل عدالة و انصاف .
  • و اكدنا على اننا سجلنا ملاحظاتنا و تحفظاتنا على قوانين العفو العام السابقة و قرارات العفو العام السابقة لأنها لم تصيب الهدف و لم تحقق الغايات التي من اجلها شرعت .
  • لكن بسبب الانتقادات الدولية الكثيرة و في مقدمتها توصيات مجلس حقوق الانسان في الاعوام 2010 و 2014 و 2019 التي وجهت للعراق و كانت الكثير منها موجهة للقضاء و العدالة و التحقيق و المساواة و الحيادية و الافلات من العقاب و المحاكمات الصورية و الانتقادات التي وجهت للقوانين الجزائية و خاصة العقوبات الواردة فيها و في مقدمتها عقوبة الاعدام و التي احتلت مركز الصدارة من بين التوصيات و التي كانت تفيد ضرورة وقف المواد التي تعاقب بالاعدام .
  • و لكي تكون هناك فرصة للمدانين و المتخذ بحقهم التدابير الاحترازية من الاحداث , و التي اكدت على نصوص كثيرة من المواثيق الدولية ، نرى انه لا مانع من اصدار عفو عام و بشروط محددة و واضحة ، مع ملاحظة موقفنا من العفو الخاص و تحفظنا عليه مبدئيآ بشكل مطلق .
  • و ابدينا ملاحظاتنا حول الاستثاءات الكثيرة الواردة في قوانين العفو العام و ضربنا مثالا في قانون ( 4 ) لسنة 2017 ، بلغت الاستثناءات الواردة في هذا القانون ( 31 ) جريمة . و تسائلنا ( هو قانون العقوبات كم جريمة فيه حتى تستثني منها 31 جريمة ؟ ) .
  • اكدنا على ان القانون الجديد يجب ان يكون موافقا لإسمه من حيث مضمونه , فليس من المعقول ان يسمى قانون عفو عام و تستثنى فيه 31 جريمة , لا مانع من استثاء جريمة او جريمتين , لكن ليس 31 جريمة .
  • اكدنا خطورة تعليق المواد القانونية في قانون العفوالعام على ارادة الافراد و الصلح و الصفح , لأن هذا يعني ان اصحاب النفوذ المادي و الاجتماعي و السياسي هم فقط المستفيدين منها ، بالاضافة الى ان ليست كل الجرائم مرتبطة بالحق الخاص حتى نعلق المادة القانونية على شرط الصفح , و اخيرا ان وضع شرط الصفح و العفو يناهض و يخالف ما جاءت في المادة 195 من قانون اصول المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971 الذي حدد امكانية الصلح في الجرائم التي توصف بأنها تعاقب بالحبس , فكيف نعطي صلاحية العفو عن عقوبة الاعدام التي هي اكبر عقوبة للجرائم الخطيرة ؟
  • ابدينا ملاحظتنا على عضوية الجهات في اللجان التي تنفذ قانون العفو العام , وردة فيها جهات لا علاقة لها البتة ، لا بالقضاء و الا بالسجون في الاقليم , منها وزارة العدل , وزارة الداخلية , و حتى الهيئة المستقلة لحقوق الانسان ، يفترض انها جهة رقابية ، فكيف تكون من تشكيلات اللجنة و في نفس الوقت رقيبة عليها ؟
  • اشرنا الى ضرورة التوسع في الافراج الشرطي .
  • ضرورة تبديل عقوبات الاعدام التي اكتسبت الدرجة القطعية الى عقوبة السجن المؤبد الذي يقدر بعشرين سنة , و يعامل العقوبة المستبدلة و كأنها عقوبة اصلية لموضوعة الافراج الشرطي .
  • في ختام كلامنا اشرنا الى ضرورة الاخذ بنظام الافراج الصحي في الاقليم , حيث هناك العشرات من النزلاء و المودعين ، مصابون بأمراض لا يرجى شفائها , هؤلاء اثقلوا كاهل زملائهم في الزنازين و كذلك الادارات السجنية دون ان يكون هناك فائدة من ابقائهم في السجن .
  • و انهينا ملاحظاتنا بضرورة اللجوء الى تقارير الباحثين الاجتماعيين و النفسيين في الاصلاحيات و كذلك تقارير اعضاء الادعاء العام بسبب تواصلهم اليومي و معلوماتهم الدقيقة و كذلك تقارير الهيئة المستقلة لحقوق الانسان و تقارير المنظمات الدولية و المحلية المتخصصة في مجال السجون عند تشريع اي قانون عفو عام .

5 تعليقات

  1. We’re a group of volunteers and starting a new scheme
    in our community. Your website provided us with valuable info to work on. You have
    done a formidable job and our entire community will be grateful to you.

  2. I’m not sure why but this blog is loading very slow for me.
    Is anyone else having this problem or is it a problem on my end?
    I’ll check back later and see if the problem still exists.

اترك تعليق

Please enter your comment!
Please enter your name here